تيرسنطا بيت حنينا والعمل الكاثوليكي استحقا التاهل، والمستوى العام متوسط ، وتصنيف الحكام والمدربين واجب
فلسبورت| بسام ابو عرة ومحمد التمام- تأهل فريقا تيرسنطا بيت حنينا والعمل الكاثوليكي بيت لحم لدوري الدرجة الممتازة بكرة السلة بجدارة واستحقاق، بعد اختتام دوري الدرجة الاولى، الذي انطلق في 16 شباط واختتم في 21 نيسان الجاري، وتوج بهذا التاهل المستحق لهذين الفريقين العريقين، بعدما كانا الافضل طيلة مشوار المباريات التي جرت على صالات الفارعة وسلفيت والسرية وماجد اسعد بالبيرة والعمل وبيت ساحور، وتابعها جمهور كبير منذ البداية وحتى الختام، فكان لها رونقا ومذاقا خاصا للاهتمام الكبير من قبل الاندية والمؤسسات والجمهور السلوي المتابع لكل صغيرة وكبيرة في البطولة التي تندرج في اجندة الاتحاد الفلسطيني، ونجحت باستقطاب اناس جدد للسلة الفلسطينية، ونجح الاتحاد بانهاء الدوري بموعده تقريبا مطلقا دوري الدرجة الثانية مع انتهاء دوري الاولى بالتوازي لتبقى ملاعب كرة السلة مضيئة وتبقى الاثارة السلوية على مدى العام.
المستوى العام للدوري متوسط
جاء مستوى الدوري متوسطا بشكل عام، ولم يكن يبتعد عن مستوى الدرجة الممتازة في كثير من المباريات والفرق، الا باللاعب الاجنبي الذي ميز بعض اندية الدرجة الممتازة عن الاولى، فظهرت اندية قوية ومستوياتها ثابتة منذ البداية وحتى النهاية مثل تيرسنطا بيت حنينا الفريق المميز الذي استحق بجدارة الصعود للممتازة، وكذلك العمل التلحمي الذي ابلى بلاء حسنا واستحق الاخر الصعود والتواجد بين الكبار.
في نفس الوقت هناك فرقا نافست بقوة حتى الرمق الاخير من عمر الدوري وكان لها مكانة مميزة فيه من خلال مستواها الجيد والمنافس بقوة، امثال الاخوة طوباس وارثوذكسي بيت جالا اللذين كانا قاب قوسين او ادنى من التاهل ، الا ان مباراتهم الاخيرة للاخوة كانت حاسمة والتي خسروا فيها امام البطل بيت حنينا فيما لم يكف الفوز لبيت جالا في مباراته الاخيرة امام صرة ليتوج ويصعد لانه كان بحاجة ماسة لخدمة الفرق الاخرى وخاصة الاخوة الذي لم يستطع خدمة نفسه باللقاء الاخير فلم يخدم ايضا بيت جالا ، ومع ذلك فقط قدم الفريقان مستويات قوية ومباريات جيدة بحيث سيكون لهما بصمة مهمة في الدوري المقبل ويكونا من اهم المرشحين للصعود.
خسارة واحدة لكل من بيت حنينا والعمل
وبعد انقضاء الدوري خسر فريقا تيرسنطا بيت حنينا والعمل مباراة وحيدة لكل منهما فقط وحققا الفوز في باقي المباريات وبنتائج كبيرة في بعضها، فكان فريق بيت حنينا افضل هجوم بالدوري بتسجيله النقاط بمعدل 8, 77 نقطة بالمباراة الواحدة، فيما جاء العمل وصيفا بمعدل 2, 73 نقطة باللقاء الواحد.
بينما توج فريق بيت جالا بلقب افضل دفاع لاستقباله النقاط بمعدل 6, 50 نقطة بالمباراة الواحدة وجاء مركز الفارعة وصيفا بمعدل 1, 55 نقطة بالمباراة الواحدة.
فيما كان فريق بيت حنينا سجل اعلى سكور بالدوري بتسجيله 92 نقطة امام الراعي الصالح في الاسبوع الثاني،بينما كان اعلى فارق نقطي ايضا لصالح بيت حنينا بفارق 27 نقطة ضد بيت ايبا في الاسبوع السابع من عمر الدوري.
مستويات متقاربة
جاءت المستويات متقاربة لجميع الاندية تقريبا، لكن هناك فرق قصرت بالامتار الاخيرة من الدوري لبعض الاخطاء، رغم وجود العديد من اللاعبين المميزين فيها، حيث ان فرق دلاسال بيت لحم كان مرشحا بقوة للتاهل في البداية، الا انه خيب الظن مع مرور الوقت وتعرض لهزائم عدة متتالية ليبتعد كليا عن المنافسة الحقيقية ، في ظل وجود نخبة من الدماء الشابة في النادي ومدرب كفائة، غير ان النهاية كانت مؤلمة للفريق بالابتعاد عن التأهل رغم وجود الترشيحات لهذا الفريق الناشئ في البداية.
اندية بيت ايبا وصرة كانا من الفرق التي تصنع الفارق بين الاندية المشاركة وتستطيع قلب الخسائر لمباريات فوز، لكنها مع مرور الوقت تراجعت للخلف، ولم يكن لديها منافسة على التأهل رغم مستوياتها الجيدة ووجود لاعبين لهم خبرات ومميزون، وكان بالامكان افضل ما كان لهذين الفريقين.
بيت جالا الخاسر الاكبر
يعتبر فريق ارثوذكسي بيت جالا الخاسر الاكبر في هذا الدوري من خلال عدم مقدرته على العودة لمكانه الطبيعي بدوري الدرجة الممتازة، ورغم انه من الاندية التي رشحت مبكرا لتكون على منصة التتويج، الا ان الفريق خسر بعض المباريات بصعوبة جدا وبفارق سلة وحيدة ادت لابتعاده عن التأهل رغم وجوده بالمنافسة حتى مباراته الاخيرة التي حقق فيها الفوزعلى صرة ، لكن ذلك لم يكن كافيا اطلاقا للتاهل لدخول بيت حنينا والعمل المنافسة بقوة على المقعدين المخصصين لذلك ، كما ان الفرق الاخرى لم تقدم الخدمة لنفسها اولا قبل ان تقدمها لبيت جالا ليضيع التأهل على الفريق الجيد والمميز الذي يضم ذوي الخبرة الكبيرة في كرة السلة وسيبقى سنة جديدة في دوري الاولى بانتظار الدوري المقبل ليعود للمنافسة من جديد للعودة للاضواء.
نادي الراعي الصالح قدم ولكن؟
ثبت فريق شبيبة الراعي الصالح مكانه بدوري الاولى بعدما قدم مباريات قوية فاز في بعضها وخسراخرى، لكنه لم ينافس على الصعود منذ البداية لعدم الاستعداد المناسب للدوري ، فكانت مشاركته من اجل الابقاء على مكانه ومحاولة تحسين مركزه في سلم الترتيب ، وظهر في الفريق خامات مميزة اهمها اكتشاف البطولة والدوري جوني المجروح الذي يعتبر احد افضل اللاعبين بالدوري.
فريقا الفارعة ورامين
لم يقدم فريقا مركز الفارعة اي شيء في الدوري ووجد نفسه في الترتيب قبل الاخير وهذا ليس من مستواه فهو من الفرق التي طالما لعبت في الدوري الممتاز لكن لظروف معينة خاصة بالنادي وبالذات لعدم وجود دعم حقيقي ومساندة حقيقية تراجع الفريق كثيرا وهبط منذ زمن لدوري الاولى، ومنذ ذلك الحين والفريق يحاول العودة لمكانه دون طائل، والمفارقة العجيبة هنا ان الفريق يمتلك ملعبا بيتيا مهما وهو صالة الفارعة لكن كل ذلك لم يشفع للمركز بالمنافسة الحقيقية بالدوري من اجل الصعود للممتازة، بل قدم الفريق الاسوء مع العلم انه يضم بين صفوفه العديد من المميزين والخبرة مع وجود ملعب بيتي ومدرب جيد فاين تكمن المشكلة..
الفريق بحاجة ماسة لمراجعة ذاتية ودعم ومساندة داخلية كي يعود الفريق لما كان عليه سابقا .
اما بالنسبة لفريق رامين فقصته قصة اخرى ورواية تختلف عن جميع الاندية المشاركة بالدوري، فرغم وجود الخامات السلوية الكبيرة في رامين، بل اضحت المفرخ الاكثر تميزا في المنطقة للاعبي السلة، لكن دون الاستفادة منهم للفريق المحلي لعدة اسباب ،اولها تدخل الفصائلية والحزبية بالنادي، وكذلك العائلية، ما ادى لخسارة الفريق كل مبارياته قبل ان ينسحب من ما تبقى له من لقاءات، زد على ذلك كان يتواجد 6 الى 7 لاعبين فقط في المباراة لوجود اختلافات في النادي وعدم الجدية الحقيقية من قبل المسؤولين للمباريات حتى اضحى الفريق متذيلا لجميع الفرق المشاركة ، رغم وجود امهر اللاعبين فنيا وبدنيا ومستوى في هذه البلدة التي تعتبر منبعا للاعبي كرة السلة ، لكن دون استغلالهم في النادي من خلال الوحدة وابعاد العائلية والسياسة عن الفريق والنادي فسنجد نادي رامين يتصدر المشهد السلوي عند ذلك.
التحكيم
جاء مستوى التحكيم متوسطا في الدوري ولم يرتق للمستوى الذي كنا نطمح له، لكن بشكل عام ادى ما عليه وقدم في بعض المباريات مستويات جيدة لبعض الحكام، ويجب العمل على اعادة النظر في العملية التحكيمية وترتيبها وتنظيم ورشة عمل خاصة بالحكام خاصة المستجدون الذين حاولوا تقديم مستويات لا باس بها لكنهم بحاجة ماسة للمتابعة من قبل مسؤول لجنة الحكام، حتى يتم القفز عن الاخطاء ومراكمة النجاحات التي تحققت.
فاكهة الملاعب متواجدة
فاكهة ملاعب الكرة البرتقالية تواجدت بقوة في دوري الدرجة الاولى ولم نعد نفرق بين الدوريات ممتازة ام اولى او حتى ثانية للتواجد الجيد للجمهور المتابع لكل صغيرة وكبيرة في الملاعب السلوية خاصة في ظل وجود جمهور عائلي في معظم الصالات التي تقام عليها المباريات.
وهكذا يطوي الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة صفحة جديدة من اجندته بنجاح لكن عليه ترميم الاخطاء التي حصلت ومراجعة كثير من الامور واهمها العمل على تصنيف الحكام والمدربين في الفترة المقبلة وتأهيلهم ووضع آليات جديدة لجميع البطولات منذ البداية باجندة معروفة وبتواريخ ظاهرة محددة حتى ينطلق الموسم الجديد بثوب جديد.