الرجوب: مباراة الأرجنتين وإسرائيل سياسية لتغطية جرائم الاحتلال وتبييض وجهه
فلسبورت | جدد اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، رفض الاتحاد والأسرة الرياضية الفلسطينية إقامة مباراة المنتخبين الإسرائيلي والأرجنتيني، في القدس في التاسع من الشهر الجاري.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أمام الممثلية الأرجنتينية في مدينة رام الله اليوم الأحد، التقى خلالها الرجوب سفير دولة الأرجنتين لدى فلسطين إيدواردو ليونيل.
وأكد الرجوب على أن نقل المباراة من مدينة حيفا إلى القدس، خاصة بعد تدخل الحكومة الإسرائيلية، وبطلب شخصي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإقامتها على ستاد تيدي، المقام على أنقاض قرية المالحة المحتلة عام 1948، إضافة لدفعها مبالغ مالية للاتحاد الأرجنتيني في سبيل الضغط للموافقة على نقلها إلى القدس، خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة للشعب اليهودي، أعطى المباراة طابعاً سياسياً، وفي ظل تصريحات المسئولين الإسرائيليين أيضاً أن المباراة ستقام بمناسبة مرور 70 عاماً على قيام ما يسمى (دولة إسرائيل)، واحتفالاً بالاعتراف بالقدس عاصمة لها.
وأكد الرجوب للسفير الأرجنتيني ليونيل أنه تم ارسال رسائل تعبر عن رفض الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لإقامة المباراة في القدس، لكل من الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، واتحاد أمريكا اللاتينية لكرة القدم، والاتحادين الأوروبي والدولي، تم خلالها المطالبة بنقل المباراة إلى ملعب خارج القدس، أو إلغائها.
وأشار الرجوب إلى أن الاتحاد سيكون مضطراً إلى القيام بخطوات تصعيدية في حال عقد المباراة في القدس، تستهدف الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وقائد المنتخب ليونيل ميسي، مؤكداً أن الخاسر الأكبر من إقامة هذه المباراة في القدس هو المنتخب الأرجنتيني وعلى رأسهم قائد المنتخب النجم ليونيل ميسي الذي يحظى بإعجاب وحب الملايين حول العالم.
وأضاف الرجوب: نأمل منكم إيصال رسالة للحكومة الأرجنتينية ومطالبتهم بضرورة الضغط على الاتحاد لنقل أو الغاء المباراة.
من جانبه أكد السفير إيدواردو ليونيل أن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم غير تابع للحكومة، وأنه وبناءً على ضغط الحكومة الأرجنتينية أعلن لاعبي المنتخب عن رفضهم مصافحة أي مسئول سياسي إسرائيلي، مؤكداً أن موقف الخارجية الأرجنتينية كان دوماً واضحاً، وخاصة فيما يتعلق بالقدس.
وتم خلال اللقاء تسليم السفير رسالة احتجاج، من أطفال قرية المالحة، موجهة لقائد المنتخب ليونيل ميسي، عبروا خلالها عن حبهم له، وآملين منه عدم اللعب في القدس.
وما أن انهى الرجوب لقائه بالسفير الأرجنتيني كان بانتظاره العديد من رجال الصحافة والإعلام وعشرات المحتجين خارج مقر الممثلية، حيث قال: “من الواضح أن اسرائيل حولت المباراة من لقاء رياضي الى لقاء سياسي من خلال اصرارها على إقامتها في القدس، فالقدس شرقها وغربها حسب قرارات الأمم المتحدة هي تحت الوصاية الدولية هذه المسألة الأولى، أما الثانية، فإن قرار ترامب وضم القدس من جانب اسرائيل يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وقوانين (الفيفا)، فالإسرائيليون يصرون على أن تكون المباراة في اطار احتفالاتهم بالذكرى السبعين لتدمير فلسطين وتدمير القرى والمدن الفلسطينية، بما فيها قرية المالحة التي ستقام على أرضها المباراة”.
وأضاف بقوله: “نحن من جانبنا قمنا بالتواصل مع العديد من الاتحادات والأطراف في محاولة لإقناع الاتحاد الأرجنتيني بإلغاء اللقاء، لأن إقامته يعتبر خرقاً لقوانين الامم المتحدة وقراراتها وقوانين (الفيفا) ومس بمنطق حقوق الانسان”.
وتابع: “جئنا اليوم ولدينا مجموعة من الأطفال المهجرين أهلهم من قرية المالحة، حيث قمنا بتسليم رسالة إلى السفير الأرجنتيني في فلسطين، وهذه الرسالة مزدوجة، حيث أنها موجهة إلى الحكومة الأرجنتينية والاتحاد الارجنتيني لكرة القدم، كما أنها مُوجهة أيضاً إلى اللاعب ميسي، خاصة أن ميسي هو رمز للمحبة والسلام وهو سفير (اليونيسيف) لنشر المحبة والتسامح، ولذلك نطالبه بأن لا يكون جسراً لتبيض وجه الاحتلال الفاشي العنصري، لا سيما وأن جزءاً من الأراضي الأرجنتينية محتلة من دولة أخرى”.
وأوضح: “نحن نتمنى على الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم من خلال السفير الأرجنتيني أن يكون هناك مراجعة بخصوص اللقاء، وكفلسطينيين لن نقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تقام المباراة في القدس، وابتداء من اليوم سنبدأ بحملة ضد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، ونستهدف فيها أيضاً اللاعب ميسي الذي يحظى بملايين المعجبين في الدول العربية والاسلامية والصديقة للشعب الفلسطيني، حيث سنطالب الجميع بحرق القميص الخاص باللاعب ميسي وصوره وعدم تشجيعه في حال مشاركته في المباراة في القدس، ولكننا لا زلنا نأمل أن لا يأتي ميسي يوم الخميس القادم، وأن لا يشارك في هذا اللقاء الهادف لتبيض وجه الاحتلال وجرائمه”.
وأردف الرجوب بقوله: في ظل ما يحصل بحق الشعب الفلسطيني جراء وجود الاحتلال، فإنه على كل محبي الرياضة والمؤمنين برسالتها بما فيهم الرموز الدوليين مثل ميسي أن يدركوا ما معنى أن يلعبوا مباراة على أراضي محتلة، وفي ظل وجود شعب يعيش على نفس الأرض تحت وطأة الاحتلال، حيث أن الرياضيين الفلسطينيين يتعرضون لقمع وإرهاب الاحتلال باستمرار، وقد تم اعتقال وقتل العديد منهم وتقييد حركتهم، إضافة إلى تدمير المنشآت الرياضية.
واختتم الرجوب حديثه قائلاً: “هذه المباراة ليست مباراة سلام، وإنما هي مباراة سياسية لتغطية جرائم الاحتلال وتبييض وجه، لا اعتقد أن هناك فرقاً بين ما يجري اليوم وما كان يحصل في أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي، وعلى هذا الأساس نأمل من ميسي والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أن يعمل مراجعة بشأن هذه المباراة التي لن تخدمهم، وإنما بالعكس ستسبب لهم الضرر، وميسي بالتأكيد سيخسر الملايين من محبيه ومعجبيه”.