مصعب رابية… رياضي من مرحلة الأمل إلى البطل…
فلسبورت | مجدي يوسف – حلمٌ روي بأملٍ مقدسي، فأزهر نجاحاً وصل القمم، إنه حلم مصعب رابيه الشاب الرياضي الفلسطيني ابن مدينة القدس،بطل عاش فصولاً من المعاناة والقهر والظلم، وحمل العبء الكبير على كاهله، وأخذ يجوب به بقاع الأرض ليرفع علم فلسطين على منصات التتويج.
بدأ مصعب لعب الرياضة في السادسة عشرة من عمره،انطلق من لعبة”الكراتيه”في بلدة بيرنبالا شمال غرب القدس، ثم “التايكواندو”، لكن الأمر لم يطل بفعل ممارسات الإحتلال الإسرائيلي على الأرض، فقد قطع جدار الفصل العنصري التواصل بين الضفة الغربية ومدينة القدس ، وقطع معه حُلم مصعب، فكيف لشاب بعمره أن يتنقل من حي جبل المكبر بالقدس إلى بلدة كفرعقب لمواصلة تدريبه!، أصبح الأمر معقداً وشبه مستحيل.
قوة الإرادة والأمل كانت الماء الذي يروي حُلم مصعب، حيث استطاع أن يتغلب على تلك المعيقات بممارسة رياضة الكراتيه في جبل المكبر، بمساعدة من المدرب زكريا أبوسنينه، وهنا وضع المدرب بصمةالإبداع في حياة مصعب، حتى وصفه مصعب ” بالأب الداعم، والحاضنة الرياضية الناجحة لي” .
حصد رابيه عدد من الألقاب والبطولات المحلية رغم تعرضه لضغوطات مختلفة بعد إنتقاله مع عائلته للسكن في منطقة كفر عقب – خارج جدار الفصل العنصري – لتغدو فرصة تنقله من القدس وإلى الضفة أمراً بالغ الصعوبة ، مما زاد التحدي لديه وأصبح يمارس الرياضة وحيداً ويبحث ويطور نفسه ذاتياً .
تمكن مصعب من المشاركة في بطولة فلسطين التي أقيمت في صالة ماجد أسعد بمدينة البيرة حصل فيها على المركز الأول ، ثم قرر إنشاء نادي خاص لتدريب الأطفال والشباب في منطقة كفر عقب أطلق عليه إسم ” نادي نسور فلسطين للكراتيه ” آملاً أن يحقق أحلام الشباب والاطفال ، في أن يكون حاضنة توفر لهم الدعم والمنافسة في بطولات مختلفة .
فبلغ عدد المنتسبين إلى “نادي نسور فلسطين ” مايزيد عن 250 شاب وطفل عمل على تدريبهم وتأسيسهم بكل ما أوتي من قوة وطاقة كان منهم أطفال أيتام ومصابين بالتوحد ، فحصل على لقب “النادي المحترف” خلال المشاركة في البطولات المحلية بعد فترة لم يقوى على تحمل العبء المادي نتيجة لظروف عائلته في ذلك الوقت ، وبداية مرحلة الثانوية العامة التي التحق بها .
رغم ظروف عمله الصعبة والشاقة في القدس والتي تجاوزت 14 ساعة يومياً لم تمنعه أن يواصل الطريق والمشاركة في بطولة تنين السلام ” تنين العرب ” رياضة كان الأول فلسطينياً بممارستها فقد تعلمها من خلال الفيديوهات على الإنترنت وتواصله مع مؤسس هذه الرياضة الدكتور شهدي رجب من أصلٍ سعودي ، إذ قدم رجب دعوة لمصعب للمشاركة وتمثيل فلسطين في بطولة ” تنين العرب ” فلم يتردد بالمشاركة .
واستطاع رابيه السفر إلى المغرب للمشاركة في البطولة الأولى له وقد كانت البصمة المقدسية الشبابية ” شباب القدس ” داعماً اساسياً له ، وحاز فيها على لقب بطل العرب في رياضة تنين السلام ” تنين العرب ” بذهبيتين ” القتال والأركان ” وبعد المشاركة الأولى في الدار البيضاء بالمغرب تلقى ما يزيد عن 10 دعوات للمشاركة في بطولات عربية ودولية ، إذ شارك في البطولة الأفريقية في تونس وترأس الوفد الرياضي من بلدة سلوان في القدس ، واستطاعوا المشاركة في بطولة الكوشيكي وفاز كل منهم بالمرتبة الأُولى والميدالية الذهبية ، وفاز مصعب بذهبيتين وكأسين وعدد من الشهادات .
وأشار مصعب إلى أنه استطاع تحقيق ذلك نتيجة لدعم عائلته والأصدقاء خاصة ” شباب القدس ” الذين وفروا له الدعم المادي للمشاركة في كافة البطولة من أجل رفع علم فلسطين في كافة المحافل الرياضية التي شارك فيها ، كما طالب القائمين على الرياضة الفلسطينية بتوفير الدعم للرياضيين المقدسين خاصة الاطفال لما يتعرضوا له من ممارسات وقمع من الأحتلال الإسرائيلي.