اهم الاخبارعربي ودوليكرة السلة

فدائيو قلنديا نجحوا في مهمتهم الوطنية والرياضية وشرفوا الوطن بلبنان

فلسبورت | كتب بسام ابو عرة – اكد فريق مركز قلنديا السلوي بطل الدوري الفلسطيني للعبة 2017- 2018 علو كعبه في مشاركته العربية الاولى ممثلا لفلسطين في بطولة الاندية العربية ابطال الدوري والتي اختتمت مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت بمشاركة اقوى الاندية العربية في اللعبة.
فجاءت مشاركة مركز قلنديا مهمة في اكثر من جانب، كونه بطلا للدوري الفلسطيني الماضي، ويمثل القدس بصفته ناديا ومركزا مقدسيا ، وهناك صفة هامة اخرى كونه فريق يلعب باسم المخيم ، لتتجذر فيه معاناة الشعب الفلسطيني اليومية من خلال المخيمات وهذا يعني حق العودة المكفول اولا دينيا وشرعيا قبل ان يكون وفق القوانين الدولية.
فجميع هذه الامور تجمعت في مركز قلنديا لتكون مشاركته غاية في الاهمية في البطولة العربية وخاصة انها في لبنان التي يتواجد فيها الغالبية العظمى من المخيمات الفلسطينية في الشتات، لذلك المشاركة مهمة ولها اكثر من اتجاه ونجح المركز باجتياز جميع هذه الاتجاهات والتي من بينها طبعا نتائجه المشرفة مع الاندية العربية ومقارعته لهم بندية ومنافسة حقيقية وفدائية.
استعدادات بسيطة قبيل المشاركة
لم تكن مشاركة قلنديا بالبطولة سهلة ولا هينة، خاصة في ظروف استقالة اتحاد السلة وتعيين لجنة تسيير اعمال خاصة للقيام بالمهام ، وكذلك عدم اجراء مباراة بين بطلي الضفة وغزة من اجل التمثيل الفلسطيني لعدم مقدرة اي من الناديين خدمات البريج ومركز قلنديا الوصول الى غزة او الضفة ، واضافة على ذلك ضياع مقعد فلسطين بالبطولة من قبل الاتحاد المستقيل فكل ذلك القى بظلاله على المركز.
وبعد اجراء الانتخابات وقدوم اتحاد جديد استطاع الاتحاد برئاسة ابراهيم حبش التواصل مع الامانة العامة للاتحاد العربي واعادة مقعد فلسطين بالبطولة واعتماده، ليعلن مركز خدمات البريج عدم مقدرته على المشاركة لاسباب عديدة، فيما وافق مركز قلنديا على المشاركة ،بحيث كان الوقت يمر بسرعة بما لا يجعل الفريق القلنداوي جاهز تماما للمشاركة، ومع ذلك تحمل المسؤولية واخذ على عاتقه تمثيل فلسطين في هذا المحفل السلوي العربي الهام.
معسكر داخلي بسيط
بعد اعلان المركز مشاركته بالبطولة اقام الفريق السلوي معسكرا تدريبيا بسيطا لايام معدودة بقيادة مدربه معتز ابو دية ليكون الفريق جاهز قدر المستطاع ويقدم مستوى يشرف فلسطين في البطولة ولا يكون لقمة سائغة للاندية العربية ولا جسرا للعبور للدور الثاني .
هذا الاستعداد البسيط كان الى جانبه ارادة قوية تنبع من مسؤولية تحملها المركز بل المخيم برمته للمشاركة العربية والوصول الى بيروت والمشاركة الفعالة ، واللعب بفدائية منقطعة النظير رغم البعد في المستويات وفي التجهيزات والاستعدادات والامكانيات التي من العبث التفكير بقياسها اصلا.
المشاركة بالبطولة بلاعبي شباب دون خبرة دولية
وشارك مركز قلنديا بالبطولة بلاعبيه المحليين الذين لا يوجد لديهم اي خبرة دولية باستثناء سامي عودة نجم المنتخب الى جانب المحترفين جونز واللاعب الاجنبي الاخر ، وهذا يعني صعوبة جدا في المنافسة والمشاركة في ظل وجود اندية كبيرة جل لاعبيها دوليون .
ومن ضمن صعوبات التحضير عدم وجود ملعب خاص لقلنديا، ووصول الاجانب قبل يوم من البطولة دون الاستعداد مع باقي افراد الفريق، وهذا يؤثرا جدا على التفاهم والتناغم بين اعضاء الفريق .
المستوى الفني لقلنديا لم يكن بعيدا
جاء مستوى فريق قلنديا افضل مما كنا نتوقع ولعب الفريق منذ البداية وحتى اخر مباراة بشكل جماعي وبفدائية عالية وندية وتنافسية شريفة، وكان على قدر المسؤولية، وادى ما عليه بقوة ولم يكن جسرا للعبور بسهولة كما كانت الفرق تعتبره قبل المنافسات، وكان الافضل من فريق الفتح السعودي في كل فترات اللقاء مع بقائه متقدما الى اللحظات الاخيرة لقلة الخبرة التي ادت بالفريق السعودي للفوز بفارق 3 نقاط فقط بعد معاناة كبيرة لهم .
وفي باقي المباريات التي كانت مع اندية مستواها اكبر بكثير من المستوى الفلسطيني ومستوى الفريق السعودي ، ادى الفريق القلنداوي منافسات قوية وندية ولم يهمه البعد في المستوى معها وقارعها ونافسها حتى الرمق الاخير.
مشاركة ناجحة رغم النتائج
فالمشاركة القلنداوية كانت ناجحة بعيدا عن النتائج التي كنا جميعا نعلم صعوبتها مسبقا ونعلم مستوانا قياسا لمستوى الاندية العربية، لذلك لا يوجد هناك مفاجآت بالنسبة للنتائج، الا ان الفريق ادى وقدم مباريات قوية وشرف فلسطين فيها بعيدا عن التاهل او الفوز والخسارة. فالاستفادة كبيرة للاعبين الذين يخوضون اول مباريات لهم تكون في هذا الحجم مباريات دولية وزاد احتكاكهم وخبرتهم ما ينعكس ايجابا عليهم في الدوري الفلسطيني لاحقا.
قضية اللاجئين والقدس حاضرة
كان من اهم امور المشاركة قضيتان الاولى القدس بفضل وجود مخيم قلنديا فيها ومشاركته كانت دلالة على وجود القدس حاضرة في المحافل الرياضية ومثلها فريق قلنديا في هذه البطولة مذكرا المشاركين العرب ان هناك قدس محتلة تنتظر الجميع لفك اسرها.
والقضية الثانية اللاجئين وهي مهمة جدا كون الفريق القلنداوي قادم من مخيم الصمود قلنديا وما يعانيه من قبل الاحتلال بشكل يومي في كل اموره الحياتية والمعيشية وتصدي المخيم للاحتلال وتقديمه الشهداء والمعتقلين والجرحى في سبيل القضية برمتها واولها القدس واللاجئين وحق العودة.
زيارة المخيمات بلبنان
من اهم امور المشاركة زيارة وفد قلنديا للاهل في مخيمات الشتات والتعرف عليهم ومعرفة قضاياهم وامورهم وتبادل الهموم معهم، ومن ثم تبادل الهدايا التذكارية بين الجميع والاصرار على حق العودة تحت كل الظروف .
فالتواصل الاخوي مع الاهل في الشتات كان الاهم والذين قاموا بالواجب المعهود منهم وشجعوا الفريق الفلسطيني افضل تشجيع فكان جمهور الشتات الفلسطيني وراء فريق قلنديا في حله وترحاله يشد من ازره طوال فترة وجود قلنديا بلبنان.
رئيس البعثة وتواصله مع رؤساء الاندية المشاركة
كمان قام رئيس بعثة قلنديا اشرف عليان والوفد المرافق له بعقد اجتماعات عدة مع رؤساء واعضاء اندية عربية مشاركة ، تبادل فيها امور السلة الفلسطينية وبخاصة بما يخص مركز قلنديا، شارحا معاناة المخيم بشكل خاص من الاحتلال ومعاناة الرياضة الفلسطينية لوجود الاحتلال ووقوفه عائقا امام الرياضة الفلسطينية، كما قام ووفد قلنديا بزيارات ميدانية للمخيمات الفلسطينية في لبنان.
الشكر لجميع هؤلاء
قدم مركز قلنديا شكره وتقديره لكل من وقف الى جانب المركز في هذه المشاركة السلوية العربية ممثلا لفلسطين، وخص بالذكر ، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور على استضافة البعثة على مائدة العشاء والمؤسسات الداعمة والراعية للمشاركة ولمركز قلنديا ولنائب رئيس الاتحاد الفلسطيني في الشتات غسان ابو داهش ولرئيس الاتحاد ابراهيم حبش ولاركان الاتحاد على جهودهم مع قلنديا وكذلك للاخوة والاخوات الاعلاميين والاعلاميات في لبنان ومن الشتات بالذات وللتلفزة جميعا ونخص هنا قناة فلسطين الرياضية التي عملت بكل مجهوداتها لبث المباريات الخاصة بقلنديا ، ولرابطة مشجعي المخيم واهالي المخيم الذين وقفوا يدا واحدة وراء الفريق في مهمته الوطنية، والشكر موصول لنادي بيروت على حسن الضيافة والتنظيم ممثلا برئيسه نديم حكيم .
وكان الوفد القلنداوي الممثل لفلسطين بالبطولة مكون من اشرف عليان رئيسا للبعثة والوفد الاداري: محمود عياد، عماد مسلم وزياد ابو لطيفة اضافة الى فريق كرة السلة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى